وباء كورونا ” نعمة ” بالقياس لأوبئة أخرى .. لكن مقاومته أشد صعوبة .. وعلينا التعايش معه لـ 5 سنوات .. والحاق الهزيمة به يقتضي تطعيم البشرية بالتزامن

وباء كورونا ” نعمة ” بالقياس لأوبئة أخرى .. لكن مقاومته أشد صعوبة .. وعلينا التعايش معه لـ 5 سنوات .. والحاق الهزيمة به يقتضي تطعيم البشرية بالتزامن

ستبقى البشرية رهينة وباء كورونا لـ 4 سنوات وربما خمس سنوات ، حتى تستعيد نشاطها وصحتها وأعمالها وإقتصادياتها، ما يستدعي التعايش معه، وإنتظار سنة أخرى بعد إكتشاف لقاح له، إلى حين التيقن من مفاعيله، وإمتلاك كل الشعوب والدول له وتعاطيهم  معه بالتزامن، وذلك إستناداً إلى دراسات وإطلاعات توصل إليها المفكر د. طلال أبو غزالة.
يضيف ابو غزالة ، في الحلقة 37 من برنامج العالم إلى أين ، التي كانت بعنوان ” فيروس كورونا .. متى تعود الحياة إلى طبيعتها “على فضائية  RT ، نحن (في نعمة) بالقياس لأوبئة أخرى مرّت على البشرية ، فضحاياه أقل عدداً من وباءات أخرى كـ الطاعون الذي أتى على نصف سكان أوروبا مثلاً ..لكننا نعيش حالة فريدة من نوعها وطبيعتها في تاريخ البشرية ، حيث يعيش هذا الفيروس في الهواء لفترة (وليس على الأسطح كما رُوّجَ بداية الجائحة ) ما يجعل مهمة القضاء عليه  في كل أنحاء العالم شاقة، ويمكن أن يصاب به غير مصاب أو متعافٍ منه ثانية ، ومن هنا ينبغي تطعيم البشرية بالتزامن بحيث لا يصيب المتعافين ولا من لم يصابوا به ، محذراً من احتكار الدول للقاح ، فاحتكاره لن يحصّن مواطنيها من الإصابة بالفيروس لإنتقاله بالهواء ، ما لم يتم تطعيم كل البشرية وبالتزامن .
وتوقع المفكر ابو غزالة وفق أطباء كبار، أن يتم مستقبلاً تناول الطعام دون نزع الكمامة في ظل تطورالإختراعات الطبية !؟ ما سيمكننا من القيام بجميع الأعمال المطلوبة، فالصناعة رائجة الأن  هي في مجال أجهزة التنفس والكمامات والصناعات الصحية والطبية وتكنولوجيا المعلومات في القطاع الصحي والدوائي وابحاث اللقاحات المضادة، والأدوات اللازمة لمحاربته ومنعه.

ولفت أبو غزالة إلى مصاعب تحول دون التطعيم المتزامن للبشرية ، منها أنْ ليس كل الدول المصنّعة للقاح ستطلقه للعالم وإنما لمواطنيها أولا ، ثم الحاجة لإكتشاف مدى فعاليته وغياب آثار سلبية قد تكون له ، وقد لا يتناسب مع كل الجينات البشرية ( وتوقف ابو غزالة هنا موضحاً أن لكل إنسان خارطته الجينية الخاصة فما قد ينفع إنسانا ما ؛ قد لا ينفع آخر ـ مشيراً إلى ما نقله طبيب عالمي من أنه سيأتي اليوم الذي تصنّع فيه الأدوية وفق الخرائط الجينية ) .
ونقل عن رئيس أكبر شركات تصنيع الأدوية في العالم  قبل 20 عاماً ، (فارماسوتيكال) ، بأن 80%  من “الأدوبة  المستعملة  لا تُعالج المرض،  ولكن تخففه وتؤخر الإصابة به فليس هنالك جسدان يتشابهان في الجينات، وأنه ” مستقبلاً لن يكون هنالك طبيب يكتب الوصفة ، سيكون للإنسان خارطة جينية عند مصنع الأدوية يحضر العلاج المناسب بموجبها” .
ومن مصاعب التطعيم المتزامن ، عدم توفر الإمكانيات المالية لدى كل الدول لشراء المطاعيم الكافية ، أو قد لا يتقبل البعض تعاطيه لأسبابهم الخاصة ، بذلك تبقى إمكانية تعرض البشرية مجدداً لموجات أخرى من الفيروس قائمة .
واستذكر أبو غزالة حديثه على ذات الفضائية (  ( R Tبداية ظهور الجائحة ، من أننا أمام أزمة طويلة المدى وعلينا أنْ لا نستهين بأثرها الاقتصادي وعليه فمن الضرورة السير في خطّين متوازيين ، أحدهما الحفاظ على الأرواح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والانتصار على الوباء صحيًا ، وثانيهما  الحفاظ على الإقتصاد ومستقبل أوطاننا، الأمر الذي اعتبره البعض وقذاك تفضيلاً للإقتصاد على حساب حياة الناس .
لكن أبو غزالة أوضح جدلية العلاقة بين الصحة و الإقتصاد فبدون الإقتصاد تتعاظم جيوش الباحثين عن العمل ( كما يسميهم ) وتتضاءل القدرة على مواجهة الوباء بالتالي.
مستشهدا بما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ : “أننا لن نسمح لهذا الوباء بأن يقضي على مستقبلنا واقتصادنا لذلك سنعمل بيدٍ لمواجهة هذا الوباء إقتصاديًا ، وصحيًا بيدٍ أخرى نعمل على تماسك اقتصادنا ومستقبل الصين والحفاظ عليه”
لافتاً إلى أن ما ينتج من آثار على الوباء يقابله ما ينتج من بطالة ، فقد إرتفعت نسبة البطالة في بريطانيا واليابان والدول المتقدمة إلى 25% ، وإذا كانت أمريكا ستدفع لكل باحث عن العمل راتباً ، فإن هذا لن يستمر طويلاً مع توقف33 %  من الأمريكان عن العمل .
لقد ركزت الدول المتقدمة على الجانب الصحي وأجّلت الجانب الاقتصادي باستثناء الصين ، هذا التأجيل سيؤدي إلى أزمات مستدامة أكثر من المشكلات الصحية، فإعادة بناء الاقتصاد ليست بتلك السهولة التي يدّعيها بعض السياسيين في العالم وسيجدوا أنفسهم أمام مشكلات مزدوجة ، وستجد أمريكا ذاتها لأول مرة في تاريخها  أمام عجز  3 تريليون.

واستذكر أبو غزالة الحملة الشعواء التي تعرض لها ، بأنه رجل مادي ولا يهتم بصحة البشر وحياتهم وجلّ  إهتمامه المال ، موضحاً أن مجموعته لم تتأثر اقتصاديًا بالوباء لأنه كان مستعدًا كمؤسسةٍ للتعامل معه وذلك بالتحول مسبقًا ومنذ سنين إلى مؤسسة رقمية ، منوهاً أنه لم يكن ليتحدث عن نفسه وإنما عن أمته ووطنه بعامة.
فالطريقة الأمثل لإستكشاف المستقبل المساهمة بصنعه ، فمن َصَنعَ المستقبل لن يتأثر بالوباء ، ولن يستهين بأرزاق الناس ، ولذلك كانت مؤسستة ربما الوحيدة في العالم التي لم ُتنهِ خدمات أي موظف ولم تخفّض راتب أي موظف بل وعيّنت موظفين بحسب نسبة النمو التي تعيشها المؤسسة في مجال الأعمال التقنية،داعياً للإهتمام بهذه المسألة كما الإهتمام بالمرض كمرض .
واعتبر أبو غزالة أن التعليم عن بعد لن يتوقف بل سيزداد أهمية ، وسنجبر جميعاً على تطبيق التعلم عن بعد”  لافتاً إلى أن ذلك كان مقرراً قبل كورونا ” !؟
وأعرب أبو غزالة عن تمنياته بأن نكون كعرب مساهمين في ابداعات وإختراعات وابتكارات كثيرة ، فما نشهده الآن مجرد مقدمة لمواجهة هذا الوباء والانتصار عليه.