كيف أثبتت الصين صحة رؤى المفكر العربي طلال أبوغزاله في البرمجة التفاعلية المسماة "الذكاء الاصطناعي"

كيف أثبتت الصين صحة رؤى المفكر العربي طلال أبوغزاله في البرمجة التفاعلية المسماة "الذكاء الاصطناعي"

خلال الساعات القليلة الماضية، عاد الحديث عن شركة "DeepSeek" الصينية للواجهة مجددا، بعدما أعلنت الشركة أنها تعمل على تسريع إطلاق نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي، الذي سيكون خليفة نموذجها "R1" الذي صدر في يناير وتسبب بهبوط سهم شركة Nvidia الأميركية بقوة، وخسارتها لنحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وبينما صنّفت عدة وسائل إعلام عالمية الحدث على أنه "زلزال"، يدرك المتابع الحصيف أن ما جرى لم يكن "زلزالا" في حقيقته، فالزلزال حدث طبيعي لا يمكن لأحد توقّعه على الإطلاق، بينما نجد أن هناك من توقّع الهزّة التي أحدثتها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يعرفه كلّ من طالع كتاب المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله "البرمجة التفاعلية المسماة الذكاء الاصطناعي".

الدكتور أبوغزاله أكد في كتابه براعة الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وعرض مؤشرات قدرة الصين على الصمود والصعود رغم كلّ القيود التي تحاول الولايات المتحدة فرضها عليها، والمثير أن حديث أبوغزاله جاء في الطبعة الأولى للكتاب الذي صدر عام 2023، وكان أول كتاب يتناول "الذكاء الاصطناعي" وضمّ بين دفتيه مقالات المفكّر الذي ظلّ ينظّر لهذا العلم سنوات عديدة قبل ثورة الذكاء الاصطناعي.

وخلال الساعات الماضية، تداولت العديد من وسائل الإعلام تصريحات منسوبة لمديرة "مايكروسوفت" في دولة قطر تشير فيها إلى أن "الذكاء الاصطناعي سيوفر آلاف الوظائف"، وهو ما سبق أن أكده الدكتور أبوغزاله، والذي توقّع مسبقا أن يخلق الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة ويرفع الطلب على العمالة.

الواقع أن الزمن، دائما ما يُثبت بُعد نظر الدكتور أبوغزاله، وهو ما يُفترض أن يدفع الأنظمة العاقلة للاستماع والإصغاء إلى هذا المفكّر الكبير باهتمام بالغ، والأخذ بنصائحه دونما إبطاء، فنحن نعيش اليوم تطوّرات متسارعة للغاية ينبغي أن نبذل جهودا مضاعفة ليس للحاق بها، بل وللتقدّم عليها.. فنحن وكما يردد الدكتور أبوغزاله نفسه أمام خيارين "إما الابتكار أو الاندثار".

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى نصائح الدكتور أبوغزاله الذهبية للحكومات العربية بضرورة اعتماد سياسات استباقية والذهاب قُدما في عملية التحوّل الالكتروني في شتّى المجالات، والانتقال من "التعليم التقليدي" نحو "التعلّم"، ودعم الصناعات التكنولوجية المحلية.

بقلم: إحسان القاسم